الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد السدحان

الأحد 8 ذو القعدة 1444ﻫ 28-5-2023م 11:22 م

س22: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) أليس هذا نوعٌ من الخطابِ مع الجانِّ وأنتم تمنعونَ مُخَاطَبَتَهُ؟ ولماذا هذه الآيةُ على وجهِ الخصوصِ؟ ولماذا تَكرارُها وهل يُكْتفى بهذا الجزءِ من الآيةِ أم لا بدَّ من إكمالِها؟

ج22: مخاطبةُ الجان بما يتطلب الإجابة فهذا مرفوض لأنه عالم أخفاه الله، فمن العبث الدخول فى هذا العالم ولم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم أثناء العلاج أن خاطبهم بما يتطلب الإجابة وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فى قوله : (أخرج عدو الله إنى رسول الله) فهو خطاب أمر بدون إجابة دفعا لشرهم وتلاعبهم، أما آية “يا قومنا أجيبوا داعى الله” فلها تأثير عظيم فى هدايتهم وكف أذاهم وهذه الآية نزلت فى جن نصيبين من العراق جاءوا فسمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن فأسلموا وذهبوا إلى أهليهم يبلغونهم الإسلام، فهذه الآية تذكير لفسقة الجن الذين تسلطوا على هذا المريض بعهد آبائهم الأولين بنية الهداية، وتكرار هذه الآية لها وقع وصدى فى نفوسهم وهيمن باب  “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” ولا يلزم إكمال الآية لتمام المعنى ولأنه ميثاق تعلمه الجن وتعظمه عن آبائهم ولو أكملت الآية فهو أولى وأحسن ويكفى من القلادة ما أحاط بالعنق كما يقال والله أعلم.